الأحد، 18 يناير 2015

الكُرد و دورهم في حماية الأرمن أثناء عملية اﻻبادة الكبرى


منذ أن بدأتُ بقراءة التاريخ بشكل عام و موضوع مجازر الأرمن على يد العثمانيين بشكل خاص ، صار من أولوياتي الاهتمام بهذا النسل العظيم ، و خاصة كل من كان له دور بمساندتنا كأرمن مسيحيين وحمايتنا من بطش آل عثمان الطورانيين ، ويرافق ذلك رفضي المطلق تجاه الاتهامات الباطلة بحقّ الإخوة الكُرد بتورطّهم بهذه المجازر ،
خاصة أنّ الكُرد و الأرمن ينحدران من أصل واحد وهو القومية الآرية حيث انفصلا عبر الزمن بسبب المفاهيم الدينية و أصبح لكلّ منهم خصوصيّته ،وكذلك أكدت أبحاث العالمة الإيطالية سونيا التي أكدت التشابه الانثروبولوجي التام بين الأرمن و الكُرد من حيث شكل الجماجم المسطحة والعيون الواسعة ، و سنسرد بعض الحقائق التي تدحض قيام الكُرد كمؤسسات بمساعدة الأتراك العثمانيين وذلك لتوريط المتشددين والجهال حتى بعض آغاوات الكُرد الإقطاعيين الذين ﻻيمثلون إلا مصالحهم ، وطبعاً تورط هؤلاء تعتبر حالات فردية تهدف لمصالح شخصية لا تعمّم على شعب يعتبر الأقرب للشعب الأرمني ، فهذا لا يعني أنّ الشعب الكُردي ارتكب المجزرة أو تورط فيها كشعب !
فقد أكد البطريرك الأرمني لقنصل روسيا في اسطنبول بأنّ الكُرد والأرمن عاشوا سوياً منذ آﻻف السنين ولم  يكن بينهم إلا أخوة ومحبة ، وكذلك ذكر عبد الرحمن بدرخان في مقدمة العدد27 من جريدة كُردستان كلام الشيخ عبدالله النهري الذي رفض اﻻشتراك في قتل الأرمن معتبراً الأرمن أخوة المصير المشترك .
وقد حاولت الدولة العثمانية إلصاق التهمة بالكُرد من خلال فرسان الحميدية ولكن هوﻻء كانوا مجرد جنود يتلقون الأوامر من الباب العالي ، و المفاجئة هي أنّ كومندان فرسان الحميدية الكُردي و رئيس عشائر الملان ابراهيم باشا المللي الذي كان قائداً لفرسان الحميدية قام باستقبال ما يقارب من  10 إلى 15 ألف أرمني وحمايتهم في ويران شهر عاصمة الإمارة المللية ،  ويران شهر التي التقى الباحث الكُردي الشاب جوان سعدون ببعض من سكانها ووجهائها وأحفاد ابراهيم باشا والذين أكدوا جميعاً حدوث هذا الأمر في ويران شهر  ، وبحث أيضاً في الأرشيف العثماني الذي من خلاله اكتشف توتر العلاقة بين سلطات العثمانيين و كومندان فرسان الحميدية ابراهيم باشا المللي منذ بداية تسلّمه المنصب ، والجدير بالذكر أن الكومندان ابراهيم باشا المللي توفي إرهاقاً بسبب كبر سنه أثناء معركة شرسة قام بها ضد الجنود الأتراك بالقرب من الحسكة بين عامي 1907-1908م ، وقد أكدت القنصلية البريطانية في حلب أثناء زيارة بعض زعماء الكُرد لها عام 1918م بأنّ الكُرد قاموا بحماية إخوتهم الأرمن أثناء عملية الإبادة الجماعية .
تبقى للأحداث تفاصيل كثيرة و دلائل فائضة ستظهر قريباً فلا حقّ يضيع ، و في النهاية يبقى الكُرد و الأرمن شعب واحد ، وتاريخ واحد ، ومصير واحد .
الشكر للأستاذ جيان بدرخان والأستاذ وليد على بعض التوضيحات بهذا الخصوص .

بهجت أحمد / ماجستير في التاريخ - 2015

مصدر الصور : عائلة ابراهيم باشا المللي


ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق