السبت، 17 يناير 2015

علاقة مصطفى باشا رئيس عشائر الميران البدوية الكُردية بمجازر الأرمن


عُرف مصطفى باشا رئيس عشائر الميران بقوة شخصيته في المنطقة و قد حصل على وسام الباشوية من الدولة العثمانية من قبل السلطان عبد الحميد الثاني و تمّ تعيينه كومنداناً في ألوية فرسان الحميدية التي شكّلها السلطان بهدف احتواء الكُرد الذين باتت قوة عشائرهم تشكّل خطراً على الدولة العثمانية و لتوريطهم في الحرب مع روسيا و الدولة الصفوية ، وذلك من خلال تعيين زعماء عشائر الكُرد  قادة على هذه الألوية .
لاحقاً وأثناء عملية إبادة الأرمن الأولى بين عاميّ (1894-1896) م التي أمر بها السلطان عبدالحميد الثاني اكتسبت ألوية فرسان الحميدية سمعة سيئة بمن فيها قادتها كابراهيم باشا الملي أمير عشائر الملان الكُردية ( وضحنا دوره سابقاً حول رفضه القيام بالمجازر ) و مصطفى باشا رئيس عشائر الميران البدوية الكُردية الذي سنتناول موضوعه أسفلاً .
حيثُ تتضارب الآراء حول شخصية مصطفى باشا بين من يذكره كبطل تاريخي و قائد عادل و بين من يصفه بالظالم والقمعي متهمين شخصه بارتكاب مجازر بحق الأرمن ، يقول علي ( ابن شلاش نايف مصطفى باشا ) وهو أحد أحفاد مصطفى باشا مؤكداً أنّ جده الباشا كان محباً للأرمن و متعاطفاً معهم وقد أورث حبه هذا إلى ابنه نايف باشا الذي أثبت هذا ببناءه كنيسة للأرمن ، حتى إنّ سائق نايف الخاص كان أرمنياً أيضاً . وهناك مقولة شهيرة في مدينة ديريك يرددها الأرمن والسريان على حد سواء " شعب آزخ شعب حي نحن بضهر نايف الحي " ، أما عن دور مصطفى باشا في مجازر السلطان عبدالحميد الثاني بالأرمن هناك من أشاد به و بشخص ابنه نايف مثل القس يوسف السرياني المعروف بتعصّبه القومي حيث وضّح ذلك في كتابه "آزخ رجال وشخصيات" ، مع العلم أنّه يتّهم الكُرد بقتل الأرمن وبارتكاب مذابح السيفو التي حصلت بحق السريان .
أما بخصوص المصادر الفرنسية التي اتّهمته بمعاداة المسيحيين فمن المعلوم أنّ مصطفى باشا وابنه نايف وقفا دائماً في وجه المخططات الاستعمارية و خصوصاً ابنه نايف الذي اعتبرته فرنسا عدواً بسبب رفضه الاحتلال الفرنسي ،لذلك من الطبيعي أن تكون نظرة فرنسا بهذا الشكل .
وحتى الآن يذكر القس الأرمني موفسيس هوفانيسيان (المنحدر من عائلة أرمنية عريقة عُرفت بالتديّن) دائماً بأنّ "لعائلة مصطفى باشا يد بيضاء في حماية الأرمن بعكس ما حصل مع من نزح من الأرمن إلى البادية السورية وتعرضوا إلى السلب والنهب والسبي ، لذلك للشعب الكُردي فضلٌ في حمايتنا فقد قام هذا الشعب باحتضاننا دون أن يقربنا أي سوء ".
 و قالها أيضاً الأستاذ وليد عبد القادر ( أستاذ قديم  في الجغرافيا وكاتب سياسي معروف في مدينة ديريك ) أنّ آل الباشا كانوا قد نقلوا السريان والأرمن منذ مذابح عبدالحميد الثاني إلى ديرشو و دشت ﻻﻻ حيثُ هناك حلفائهم الچيايين وهناك قاموا بحماية الأرمن والسريان في المجزرتين .
أما فيما جاء في السيرة الذاتية لبديع الزمان محمد سعيد النورسي ص 53 ، فإنّه صوّر مصطفى باشا كقائد ظالم مستبد حيثُ يذكر موقفاً يقول فيه النورسي أنّه ذهب إلى خيمة الباشا يرشده للحق و على إقامة الصلاة ، و أيضاً هناك كتاب قديم بعنوان ( The Armenian Crisis in Turkey ) من عام 1895 م ، لكاتبه فريدريك داڤيز گرين الذي يتّهم فيه الباشا بابتزاز بعض القرى التي ما إن طفح كيلها منه حتى اشتكت عليه للحكومة العثمانية ويقول أنّ هذه القرى توقفت لاحقاً عن الشكوى بسبب رشاوي الباشا لهم، ويضيف أيضاً أنّ الباشا مصطفى قد نفّذ مع الحكومة التركية عدة إعدامات بحقّ الأرمن .
- حسب رأينا كمدقّقين في البحوث والمصادر المتعلقة بهذا الأمر فأنّنا نجد أنّ للمصادر الغربية التي قامت باتهام الباشا بارتكاب جرائم بحقّ المسيحيين أبعاد سياسية ومصالح معينة آنذاك ، أما الحقيقة فهي عند الأرمن والسريان أنفسهم المتواجدين حالياً في الأراضي التي كانت تحت سيطرة مصطفى باشا .

الصور : 
١- مصطفى باشا .
٢-مصطفى باشا ونجليه نايف وشلاش.
٣- إحدى اللقطات من مجازر عبدالحميد الثاني بالأرمن.
٤- نساء أرمن عاملات في الصوف سعيدات تحت حماية خيم عشائر الميران ، من القرن التاسع عشر .
٥- كتاب فريدريك داڤيز - الصفحة الأولى .

بهجت أحمد هوفانيسيان ، / ماجستير في التاريخ
جوان سعدون / باحث في التاريخ الكُردي




هناك تعليق واحد:

  1. اين هو تاريخكم من حسو رش اغا رائيس عشائر الميران وكيف قتل هو ١٧٠ من وعشيرة على يد مصطفى باشا و بمساعدة ايزدية ...وكيف ساعده العثمانين وجنده ل مصلحة العثماني

    ردحذف