الجمعة، 16 أغسطس 2013

عشيرة الشرابية العربية في غرب كوردستان

عشيرة الشرابية العربية في غرب كوردستان

.......................... بقلم : جوان سعدون .................................

في ظلّ ظهور عمليات الخطف والتشبيح في محافظة الحسكة في وقتنا الحالي و التي تقوم بها كتائب إسلامية و كتائب تحارب تحت راية " الجيش السوري الحر " , تطرّقت إلى ملاحظة مهمة نوعاً ما وهي أنّ أفراد من عشيرة الشرابية العربية هم عناصر الجيش الحر في كتائب موجودة في الحسكة , وقد بدأوا أخيراً باستفزاز وحدات حماية الشعب الكوردية Y.P.G في تل تمر حيثُ بدأت أجواء التوتر ومن ثم وقوع اشتباكات دموية بينهم و بين الكورد , وقد حاربوا وحدات حماية الشعب الكوردية Y.P.G في مدينة سرى كانية "رأس العين " السنة الماضية بجانب جبهة النصرة التي درج اسمها على لائحة الإرهاب الدولية ويُظهرون في تصريحاتهم على أنّهم " معارضون لنظام الأسد "  علماً أنّه كان لديهم حاجزاً على الطريق بين تل تمر و أبو راسين عند قرية تل الورد و هذا الحاجز كان حاجزاً تشبيحياً تابعاً لنظام الأسد .
وإلى الآن ما زال منهم يشغلون مناصباً في الجيش العربي السوري (النظامي) , وحسب أبناء المنطقة فإنّ أغلبهم لا يزال مؤيداً لنظام الأسد .

 - عشيرة الشرابية من أين أتت ؟ أين تتواجد ؟ ما العلاقة التاريخية بينها و بين  الكورد في غرب كوردستان ؟

لقد جاء أقدم ذكر للشرابين في كتاب المستشرق الألماني كارستن نيبورالذي أصدره عام 1774 م  حول رحلته من الموصل إلى ماردين و قد ذكر أنّ لعشيرة الشرابين 700 خيمة موزعة أعضائها على القبائل الأخرى و بيّن نيبور أنّ قبيلة الشرابين مقارنة مع عشيرة طي كانت صغيرة جداً فكانت تتبع إليها طلباً للحماية مع قبائل أخرى صغيرة مثل : بنو كعب 1100 خيمة و بقارة 900 خيمة و حجاشة 500 خيمة و ذبايات 600 خيمة .

عمل البعض من رجالهم كحرس شرف يتقدّمون مشياً أمام أمير عشائر المللان الكوردية زور تمر باشا زنك عُرفوا في ذلك الوقت باسم " القواويس " .

و لاحقاً بيّن المستشرق الألماني ماكس فون أوبنهايم في بدايات القرن العشرين من خلال لقائه الكثير من أفراد قبيلة الشرابية أنّهم لا يعرفون كل شيء عن تاريخهم تقريباً , واصفاً قبيلة الشرابين بأنّها تركيب شديد الهشاشة فهي تعيش بجوار بعضها البعض دون أي ميل أو تضامن اجتماعي , و تعيش منذ زمن فترة انقسامات كثيرة .

قائلاً حرفياً التالي :

" وأمّا حكاياتهم المتناقلة فلا تدل إلا على السهولة التي يمكن بها لاختلاق أنساب لقبيلة تفتقر إلى تاريخ " !

فقد تعددت الحكايات حول تاريخ العشيرة الشرابية منهم من يقول أنهم والجبور من أصل واحد و ذلك بسبب عيش الكثير منهم معهم و منهم من يقول أنهم من قبيلة سعد بن بكر بن هوازن العربية القديمة التي كانت تتواجد في شبه الجزيرة العربية أو من نسب الطفيحيين .

و جاء في كتاب المستشرق الألماني أوبنهايم حرفياً التالي :

"هناك قصة هجرة قصيرة تقول أنّ الشرابين أتت قبل أكثر من مائتي عام إلى بلاد الرافدين  , واستقرت أول الأمر عند تل أبو بكر ( ليس ببعيد عن الحسكة ) " .

وأضافَ في مكان آخر في الكتاب :

"يدفع معظمهم  خّوة إلى شمر  , وتتألف قطعانهم حوالي 30000 رأس غنم  , وعدة مئات من الجمال . وهم يمارسون الزراعة في تل الرمان وقرب طابان وسبع سكور (على الخابور تحت الحسكة ) حيثُ جزء من الأراضي ملكٌ للشاشانيين يستأجرها الشرابين منهم "

علماً أن الأماكن التي ذكرها ماكس فون أوبنهايم تقع جنوب مدينة الحسكة وهي الحدود التي تفصل حدود أراضي العشائر الكوردية عن العربية .

ولاحقاً انضمت 60 خيمة للشرابين إلى اتحاد المليّة طلباً للحماية ولعدم دفع الضرائب إلى المللية مثل باقي قبائل العرب الصغيرة كقبائل بقارة الجبل و حرب ونعيم وحديدين التي انضمت مؤخراً للاتحاد المللي الكوردي الذي سمي بـ " حزار مل " أي الألف ملة كناية عن قوة عددها وعتادها في المنطقة .

حيثُ أنّ كل العشائر التي كانت تسكن على ضفة نهر الخابور وصولاً الى جبل عبد العزيز كانت تحت السيطرة الملليّة .

وأترك للقرّاء في النهاية خريطة كارستن نيبور حول رحلته من الموصل إلى ماردين حيث وضعها في المجلد الثاني
و الذي عنوانه (رحلات إلى بلاد العرب وبلدان أخرى محيطة بها)، نُشر عام 1774 م، وقد اعاد أحد أبناء نيبور نشر  هذا المجلد سنة 1837 م  .
هذه الخريطة هي لغرب كوردستان منطقة « الجزيرة السورية (حالياً) » حيث مرّ منها نيبور في رحلته و رسمها فيما بعد .

حيث يُلاحظ فيها أنّ مدن « نصيبين - عامودا » و بالمرور بشكل مستقيم غرباً حتى أورفا هي تابعة للعشائر الكوردية  المرتّبة كالآتي :
  آشيتي - ملان - شيخان - كيكان - دقوري ونلاحظ عدم وجود عشائر عربية سوى عشيرة طي في شمال سوريا و العراق و التي تحدّ  جنوباً  جنوب وغرب كوردستان .

بالإضافة إلى بعض الصور لأفراد من قبيلة الشرابين التقطها البارون الألماني ماكس فون أوبنهايم في تل العبد (عين العبد ) والتي توضح حياة البداوة التي كانوا يعيشونها آنذاك في عام 1929 م بعد ضم غرب كوردستان إلى حدود الدولة السورية .


الخريطة و الصور : 












بقلم : جوان سعدون
.....................................................................

الاقتباسات  :
كتاب البدو لـ ماكس فون أوبنهايم
كتاب رحلات إلى بلاد العرب وبلدان أخرى محيطة بها لـ كارستن نيبور

هناك تعليق واحد:

  1. ما عرفت أسخف من الذين يحفرون أسماءهم في الصخور ليخلّدوا......
    قمة السخافه ياسعدون انك تهمش اقدم القبائل العربيه الاصيلة......
    الي طلب عندك تذكرلي انت من اي العشائر الكرديه

    ردحذف