عشيرة الشرابية العربية في غرب كوردستان
.......................... بقلم : جوان سعدون .................................
في ظلّ ظهور عمليات الخطف والتشبيح في محافظة الحسكة في وقتنا الحالي و التي تقوم بها كتائب إسلامية و كتائب تحارب تحت راية " الجيش السوري الحر " , تطرّقت إلى ملاحظة مهمة نوعاً ما وهي أنّ أفراد من عشيرة الشرابية العربية هم عناصر الجيش الحر في كتائب موجودة في الحسكة , وقد بدأوا أخيراً باستفزاز وحدات حماية الشعب الكوردية Y.P.G في تل تمر حيثُ بدأت أجواء التوتر ومن ثم وقوع اشتباكات دموية بينهم و بين الكورد , وقد حاربوا وحدات حماية الشعب الكوردية Y.P.G في مدينة سرى كانية "رأس العين " السنة الماضية بجانب جبهة النصرة التي درج اسمها على لائحة الإرهاب الدولية ويُظهرون في تصريحاتهم على أنّهم " معارضون لنظام الأسد " علماً أنّه كان لديهم حاجزاً على الطريق بين تل تمر و أبو راسين عند قرية تل الورد و هذا الحاجز كان حاجزاً تشبيحياً تابعاً لنظام الأسد .
وإلى الآن ما زال منهم يشغلون مناصباً في الجيش العربي السوري (النظامي) , وحسب أبناء المنطقة فإنّ أغلبهم لا يزال مؤيداً لنظام الأسد .
- عشيرة الشرابية من أين أتت ؟ أين تتواجد ؟ ما العلاقة التاريخية بينها و بين الكورد في غرب كوردستان ؟
لقد جاء أقدم ذكر للشرابين في كتاب المستشرق الألماني كارستن نيبورالذي أصدره عام 1774 م حول رحلته من الموصل إلى ماردين و قد ذكر أنّ لعشيرة الشرابين 700 خيمة موزعة أعضائها على القبائل الأخرى و بيّن نيبور أنّ قبيلة الشرابين مقارنة مع عشيرة طي كانت صغيرة جداً فكانت تتبع إليها طلباً للحماية مع قبائل أخرى صغيرة مثل : بنو كعب 1100 خيمة و بقارة 900 خيمة و حجاشة 500 خيمة و ذبايات 600 خيمة .
عمل البعض من رجالهم كحرس شرف يتقدّمون مشياً أمام أمير عشائر المللان الكوردية زور تمر باشا زنك عُرفوا في ذلك الوقت باسم " القواويس " .
و لاحقاً بيّن المستشرق الألماني ماكس فون أوبنهايم في بدايات القرن العشرين من خلال لقائه الكثير من أفراد قبيلة الشرابية أنّهم لا يعرفون كل شيء عن تاريخهم تقريباً , واصفاً قبيلة الشرابين بأنّها تركيب شديد الهشاشة فهي تعيش بجوار بعضها البعض دون أي ميل أو تضامن اجتماعي , و تعيش منذ زمن فترة انقسامات كثيرة .
قائلاً حرفياً التالي :
" وأمّا حكاياتهم المتناقلة فلا تدل إلا على السهولة التي يمكن بها لاختلاق أنساب لقبيلة تفتقر إلى تاريخ " !
فقد تعددت الحكايات حول تاريخ العشيرة الشرابية منهم من يقول أنهم والجبور من أصل واحد و ذلك بسبب عيش الكثير منهم معهم و منهم من يقول أنهم من قبيلة سعد بن بكر بن هوازن العربية القديمة التي كانت تتواجد في شبه الجزيرة العربية أو من نسب الطفيحيين .
و جاء في كتاب المستشرق الألماني أوبنهايم حرفياً التالي :
"هناك قصة هجرة قصيرة تقول أنّ الشرابين أتت قبل أكثر من مائتي عام إلى بلاد الرافدين , واستقرت أول الأمر عند تل أبو بكر ( ليس ببعيد عن الحسكة ) " .
وأضافَ في مكان آخر في الكتاب :
"يدفع معظمهم خّوة إلى شمر , وتتألف قطعانهم حوالي 30000 رأس غنم , وعدة مئات من الجمال . وهم يمارسون الزراعة في تل الرمان وقرب طابان وسبع سكور (على الخابور تحت الحسكة ) حيثُ جزء من الأراضي ملكٌ للشاشانيين يستأجرها الشرابين منهم "
علماً أن الأماكن التي ذكرها ماكس فون أوبنهايم تقع جنوب مدينة الحسكة وهي الحدود التي تفصل حدود أراضي العشائر الكوردية عن العربية .
ولاحقاً انضمت 60 خيمة للشرابين إلى اتحاد المليّة طلباً للحماية ولعدم دفع الضرائب إلى المللية مثل باقي قبائل العرب الصغيرة كقبائل بقارة الجبل و حرب ونعيم وحديدين التي انضمت مؤخراً للاتحاد المللي الكوردي الذي سمي بـ " حزار مل " أي الألف ملة كناية عن قوة عددها وعتادها في المنطقة .
حيثُ أنّ كل العشائر التي كانت تسكن على ضفة نهر الخابور وصولاً الى جبل عبد العزيز كانت تحت السيطرة الملليّة .
وأترك للقرّاء في النهاية خريطة كارستن نيبور حول رحلته من الموصل إلى ماردين حيث وضعها في المجلد الثاني
و الذي عنوانه (رحلات إلى بلاد العرب وبلدان أخرى محيطة بها)، نُشر عام 1774 م، وقد اعاد أحد أبناء نيبور نشر هذا المجلد سنة 1837 م .
هذه الخريطة هي لغرب كوردستان منطقة « الجزيرة السورية (حالياً) » حيث مرّ منها نيبور في رحلته و رسمها فيما بعد .
حيث يُلاحظ فيها أنّ مدن « نصيبين - عامودا » و بالمرور بشكل مستقيم غرباً حتى أورفا هي تابعة للعشائر الكوردية المرتّبة كالآتي :
آشيتي - ملان - شيخان - كيكان - دقوري ونلاحظ عدم وجود عشائر عربية سوى عشيرة طي في شمال سوريا و العراق و التي تحدّ جنوباً جنوب وغرب كوردستان .
بالإضافة إلى بعض الصور لأفراد من قبيلة الشرابين التقطها البارون الألماني ماكس فون أوبنهايم في تل العبد (عين العبد ) والتي توضح حياة البداوة التي كانوا يعيشونها آنذاك في عام 1929 م بعد ضم غرب كوردستان إلى حدود الدولة السورية .
الخريطة و الصور :
بقلم : جوان سعدون
.....................................................................
الاقتباسات :
كتاب البدو لـ ماكس فون أوبنهايم
كتاب رحلات إلى بلاد العرب وبلدان أخرى محيطة بها لـ كارستن نيبور
.......................... بقلم : جوان سعدون .................................
في ظلّ ظهور عمليات الخطف والتشبيح في محافظة الحسكة في وقتنا الحالي و التي تقوم بها كتائب إسلامية و كتائب تحارب تحت راية " الجيش السوري الحر " , تطرّقت إلى ملاحظة مهمة نوعاً ما وهي أنّ أفراد من عشيرة الشرابية العربية هم عناصر الجيش الحر في كتائب موجودة في الحسكة , وقد بدأوا أخيراً باستفزاز وحدات حماية الشعب الكوردية Y.P.G في تل تمر حيثُ بدأت أجواء التوتر ومن ثم وقوع اشتباكات دموية بينهم و بين الكورد , وقد حاربوا وحدات حماية الشعب الكوردية Y.P.G في مدينة سرى كانية "رأس العين " السنة الماضية بجانب جبهة النصرة التي درج اسمها على لائحة الإرهاب الدولية ويُظهرون في تصريحاتهم على أنّهم " معارضون لنظام الأسد " علماً أنّه كان لديهم حاجزاً على الطريق بين تل تمر و أبو راسين عند قرية تل الورد و هذا الحاجز كان حاجزاً تشبيحياً تابعاً لنظام الأسد .
وإلى الآن ما زال منهم يشغلون مناصباً في الجيش العربي السوري (النظامي) , وحسب أبناء المنطقة فإنّ أغلبهم لا يزال مؤيداً لنظام الأسد .
- عشيرة الشرابية من أين أتت ؟ أين تتواجد ؟ ما العلاقة التاريخية بينها و بين الكورد في غرب كوردستان ؟
لقد جاء أقدم ذكر للشرابين في كتاب المستشرق الألماني كارستن نيبورالذي أصدره عام 1774 م حول رحلته من الموصل إلى ماردين و قد ذكر أنّ لعشيرة الشرابين 700 خيمة موزعة أعضائها على القبائل الأخرى و بيّن نيبور أنّ قبيلة الشرابين مقارنة مع عشيرة طي كانت صغيرة جداً فكانت تتبع إليها طلباً للحماية مع قبائل أخرى صغيرة مثل : بنو كعب 1100 خيمة و بقارة 900 خيمة و حجاشة 500 خيمة و ذبايات 600 خيمة .
عمل البعض من رجالهم كحرس شرف يتقدّمون مشياً أمام أمير عشائر المللان الكوردية زور تمر باشا زنك عُرفوا في ذلك الوقت باسم " القواويس " .
و لاحقاً بيّن المستشرق الألماني ماكس فون أوبنهايم في بدايات القرن العشرين من خلال لقائه الكثير من أفراد قبيلة الشرابية أنّهم لا يعرفون كل شيء عن تاريخهم تقريباً , واصفاً قبيلة الشرابين بأنّها تركيب شديد الهشاشة فهي تعيش بجوار بعضها البعض دون أي ميل أو تضامن اجتماعي , و تعيش منذ زمن فترة انقسامات كثيرة .
قائلاً حرفياً التالي :
" وأمّا حكاياتهم المتناقلة فلا تدل إلا على السهولة التي يمكن بها لاختلاق أنساب لقبيلة تفتقر إلى تاريخ " !
فقد تعددت الحكايات حول تاريخ العشيرة الشرابية منهم من يقول أنهم والجبور من أصل واحد و ذلك بسبب عيش الكثير منهم معهم و منهم من يقول أنهم من قبيلة سعد بن بكر بن هوازن العربية القديمة التي كانت تتواجد في شبه الجزيرة العربية أو من نسب الطفيحيين .
و جاء في كتاب المستشرق الألماني أوبنهايم حرفياً التالي :
"هناك قصة هجرة قصيرة تقول أنّ الشرابين أتت قبل أكثر من مائتي عام إلى بلاد الرافدين , واستقرت أول الأمر عند تل أبو بكر ( ليس ببعيد عن الحسكة ) " .
وأضافَ في مكان آخر في الكتاب :
"يدفع معظمهم خّوة إلى شمر , وتتألف قطعانهم حوالي 30000 رأس غنم , وعدة مئات من الجمال . وهم يمارسون الزراعة في تل الرمان وقرب طابان وسبع سكور (على الخابور تحت الحسكة ) حيثُ جزء من الأراضي ملكٌ للشاشانيين يستأجرها الشرابين منهم "
علماً أن الأماكن التي ذكرها ماكس فون أوبنهايم تقع جنوب مدينة الحسكة وهي الحدود التي تفصل حدود أراضي العشائر الكوردية عن العربية .
ولاحقاً انضمت 60 خيمة للشرابين إلى اتحاد المليّة طلباً للحماية ولعدم دفع الضرائب إلى المللية مثل باقي قبائل العرب الصغيرة كقبائل بقارة الجبل و حرب ونعيم وحديدين التي انضمت مؤخراً للاتحاد المللي الكوردي الذي سمي بـ " حزار مل " أي الألف ملة كناية عن قوة عددها وعتادها في المنطقة .
حيثُ أنّ كل العشائر التي كانت تسكن على ضفة نهر الخابور وصولاً الى جبل عبد العزيز كانت تحت السيطرة الملليّة .
وأترك للقرّاء في النهاية خريطة كارستن نيبور حول رحلته من الموصل إلى ماردين حيث وضعها في المجلد الثاني
و الذي عنوانه (رحلات إلى بلاد العرب وبلدان أخرى محيطة بها)، نُشر عام 1774 م، وقد اعاد أحد أبناء نيبور نشر هذا المجلد سنة 1837 م .
هذه الخريطة هي لغرب كوردستان منطقة « الجزيرة السورية (حالياً) » حيث مرّ منها نيبور في رحلته و رسمها فيما بعد .
حيث يُلاحظ فيها أنّ مدن « نصيبين - عامودا » و بالمرور بشكل مستقيم غرباً حتى أورفا هي تابعة للعشائر الكوردية المرتّبة كالآتي :
آشيتي - ملان - شيخان - كيكان - دقوري ونلاحظ عدم وجود عشائر عربية سوى عشيرة طي في شمال سوريا و العراق و التي تحدّ جنوباً جنوب وغرب كوردستان .
بالإضافة إلى بعض الصور لأفراد من قبيلة الشرابين التقطها البارون الألماني ماكس فون أوبنهايم في تل العبد (عين العبد ) والتي توضح حياة البداوة التي كانوا يعيشونها آنذاك في عام 1929 م بعد ضم غرب كوردستان إلى حدود الدولة السورية .
الخريطة و الصور :
بقلم : جوان سعدون
.....................................................................
الاقتباسات :
كتاب البدو لـ ماكس فون أوبنهايم
كتاب رحلات إلى بلاد العرب وبلدان أخرى محيطة بها لـ كارستن نيبور
ما عرفت أسخف من الذين يحفرون أسماءهم في الصخور ليخلّدوا......
ردحذفقمة السخافه ياسعدون انك تهمش اقدم القبائل العربيه الاصيلة......
الي طلب عندك تذكرلي انت من اي العشائر الكرديه