الأحد، 8 فبراير 2015

كوباني / نهاية القرن 19

كوباني ( عين كُردستان ) ، غربي كُردستان ( شمال سوريا حالياً ) ، عام 1911 م .
بعدسة المستشرق والبارون الألماني ماكس ڤون أوپنهايم .

جوان سعدون



الأحد، 1 فبراير 2015

دور الكُرد في حماية الأرمن أثناء عملية إبادة الأرمن الكبرى - دور آغاوات عشيرة عباسا الكُردية


إنّ العلاقات الكُردية الأرمنية كانت دائماً علاقات ود و إخاء منذ مجاورة الشعبين التاريخية لبعضهم البعض وحتى التاريخ الحديث . سنتحدث مثلاً على الوجه الخصوص في فترة ما قبل المجزرة الكبرى ولا سيما عام 1912 م أثناء الانتفاضة الكُردية التي حصلت في كلّ من ولايات " موش ، بدليس ، ديار بكر ، ماردين " ، حيث طلب الأتراك من الأرمن حمل السلاح ضد الكُرد لكنهم رفضوا ذلك ، حتى بعد المجزرة الأرمنية الكبرى و ثورة الشيخ سعيد بيران عام 1925 م حيثُ حصلت لقاءات كثيرة بين حزب الاتحاد الثوري الأرمني (طاشناق) و حزب خويبون الكُردي بهدف التنسيق والتعاون ضد الأتراك .
وقد قال الباحث والمؤرخ الأرمني أرشاك عن هذه اللقاءات أنّها خيرُ دليل على عمق العلاقة و أواصر المحبة بين الشعبين.
أمّا الباحث الكُردي الشاب جوان سعدون فقد استنتج من خلال بحثه في المراجع "1 " و "2" :
"أنّه بالرغم من تورّط ما يقارب ثلاثة آلاف كُردي تابعين لزعيم عشيرة زيلان الكُردية في مجزرة أرمنية ارتُكبت في قرى أرمنية في ساسون عام 1896 م ، و أيضاً تورّط مئات الرجال المرتزقة من عشيرة مزرك الكُردية عند استئجار العثمانيين لهم في ذبح بعض الأرمن عام 1897 م في مدينة وان في شمال كُردستان (شرق تركيا)، فإنّ العلاقات الودية استمرّت مستقبلاً وظهرت في العديد من الاتفاقيات العسكرية والسياسية بين الأرمن والكُرد خاصة أثناء انتفاضة جبال آرارات بين عامي ( 1927-1930) م بقيادة الجنرال إحسان نوري باشا ، لذلك لا يجوز تحميل الشعب الكُردي ذنب المجازر الأرمنية التي حصلت على يد العثمانيين الأتراك وبعض الكُرد المرتزقة و المتشددين دينياً التابعين لبعض العشائر الكُردية" .
لذلك وكما تحدثنا في مقالات سابقة عن دور ابراهيم باشا المللي زعيم عشائر الملان و مصطفى باشا زعيم عشائر الميران في حماية الأرمن ، سوف نتناول في هذا النص عن دور آغاوات عشيرة عباسا الكُردية المتواجدة في غربي كُردستان (شمال سوريا حالياً)  في حماية الأرمن كذلك .

حيثُ يعتبر رميلان آغا "3" وهو أحد الآغوات الكُرد من الذين كانت لهم يد بيضاء في الأزمة الأرمنية أثناء عملية الإبادة الكبرى , وخاصة في قريتي كانيا گركي عباسا ورميلان الشيخ حيثُ لا يزال أحفاد أولئك الأرمن الذي احتموا بعشيرة عباسا الكُردية هناك يستذكرون فضلهم في ذلك .
أما نجيم آغا "4" الملقب بروتو وهو آغا ديركا چيايي مازي التابعة لماردين فقد قام بحماية الأرمن والسريان معاً , وباعتراف من السيد حنا قس آزخ الذي كان على علاقة جيدة معه , وقد عُرفت تلك العائلات بـ "مسيحية نجيم" أو  باسم " روتا " .
يقول المؤرخ الأرمني الشاب بهجت أحمد هوفانيسيان أنّ " جدي القس الأرمني موفسيس هوفانيسيان احتمى بعشيرة عباسا في قرية تل زيارات عباسا و تزوج بأحد أقرباء رميلان آغا كبادرة حسن نية و شكر على حمايتهم ورفضه تسليمهم للأتراك" .
- إنّ أكثر ما يدلّ على حماية الكُرد للأرمن بدافع المحبة و الإخاء هو مساعدة ابراهيم باشا المللي و مصطفى باشا الميراني و نجيم آغا العباساني لهم وحمايتهم بدون أي انحياز سياسي للعثمانيين و خاصة أنّه كانت هناك عداوة بين كل من ابراهيم باشا و مصطفى باشا و بين ابراهيم باشا ونجيم آغا .
..
دلالات الأرقام :
1- Kurds, E.J. Brill's first encyclopaedia of Islam, 1913-1936 , p. 1133, By M. Th Houtsma Published by BRILL

2-Ministère des affaires étrangères, op. cit., no. 212. M. P. Cambon, Ambassadeur de la Republique française à Constantinople, ŕ M. Hanotaux, Ministre des affaires étrangères, p. 239; et no. 215 p. 240.
3- رميلان آغا وهو ابن دلي آغا بن دلي آغا بن چولو بگ ، و قبر رميلان الشيخ موجود حالياً في قرية علوانكا و الصحفي الكُردي دارا شيخي أحد أحفاده .
وقد سُميت مدينة الرميلان النفطية الواقعة في غربي كُردستان (شمال شرق سوريا حالياً ) باسمه .
4- نجيم آغا وهو ابن أيو بن عڤدي بن مصطفى بن محمد بن چولو بگ بن حسن .
------
دارا شيخي / صحفي كُردي 
بهجت أحمد هوفانيسيان / ماجستير في التاريخ
جوان سعدون / باحث في التاريخ الكُردي